يُعدّ الصحفي الأردني رماح الدلقموني قامة إعلامية تتميز بمسيرة مهنية متأنية ومثابرة، بدأت من مقاعد الدراسة في الأردن وصولًا إلى العمل في واحدة من أبرز الشبكات الإعلامية العربية.

بدأ الدلقموني مسيرته التعليمية بالحصول على شهادة الثانوية العامة من الفرع العلمي من مدرسة ثانوية إربد العريقة، مما يدل على امتلاكه لخلفية أكاديمية تجمع بين التحليل الدقيق والفهم الواسع. هذا الأساس العلمي منحه مهارات منهجية أثرت لاحقًا في مسيرته الصحفية. بعد ذلك، اتجه رماح نحو شغفه بالإعلام، فالتحق سنة 1991 بـجامعة اليرموك في الأردن، حيث درس الصحافة والإعلام وتخرج سنة 1995 الأول على دفعته.

وتُعرف جامعة اليرموك بكونها إحدى الجامعات الرائدة في تدريس الإعلام في المنطقة العربية، مما وفّر له بيئة أكاديمية ممتازة لصقل مواهبه وتلقي المعرفة المتخصصة في هذا المجال.

عقب تخرجه من الجامعة، انطلق الدلقموني في حياته المهنية بالعمل في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية. قضى فيها فترة طويلة ومثمرة بلغت تسع سنوات اشتغل في نصفها الأول في دائرة العلاقات الدولية وفي نصفها الثاني محررا في غرفة أخبار التلفزيون، وخلال هذه الفترة، اكتسب رماح خبرة عملية واسعة في التعامل مع الأخبار، وكتابة المحتوى الإعلامي، والتحرير الصحفي، مما جعله متمكنًا في صياغة الرسالة الإعلامية بوضوح ودقة. هذه السنوات التسع كانت بمثابة ورشة عمل مكثفة صقلت مهاراته الصحفية الأساسية.

في عام 2007، شهدت مسيرة رماح الدلقموني نقطة تحول مهمة بانتقاله للعمل في شبكة الجزيرة الإعلامية المرموقة في قطر. التحق بـموقع الجزيرة.نت الإخباري، حيث لا يزال يعمل حتى الآن. هذا الانتقال مثّل قفزة نوعية في مسيرته، إذ أتاح له العمل في بيئة إعلامية عالمية الطابع، وتغطية قضايا إقليمية ودولية ذات أهمية كبرى. في الجزيرة.نت.

وإلى جانب اهتمامه بالقضايا السياسية، برز الدلقموني أيضًا في مجال التكنولوجيا والإعلام الرقمي، حيث لعب دورا في تأسيس قسم التواصل الاجتماعي في الجزيرة نت، قبل أن يتولى مسؤلية تطوير وتحديث صفحة العلوم والتكنولوجيا في الموقع ذاته، الأمر الذي استمر فيه لسنوات طويلة، وكتب خلال تلك المدة عشرات التقارير والمواضيع الخاصة تناول في بعضها تطور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مسلطا الضوء على تأثيرها على المجتمعات الحديثة. كما كتب في الذكاء الاصطناعي إلى جانب الكثير من المواضيع الأخرى. 

يواصل الدلقموني تقديم مساهماته الصحفية القيمة، سواء من خلال تحرير الأخبار أو إعداد التقارير والتحليلات، مستفيدًا من خبرته الطويلة ومعرفته العميقة بالشأن العربي والدولي.

يُعرف رماح الدلقموني بالتزامه المهني، ودقته في نقل المعلومة، وقدرته على التعامل مع القضايا الحساسة بمهنية وموضوعية، مما جعله إضافة قيمة لفريق الجزيرة.نت على مدار ما يقارب العقدين من الزمن.